الأحد، 24 يونيو 2012

الثورة على الذات



الثورة على الذات

هل فكر اى حد فينا انه يثور على نفسه ؟؟؟؟

اى خلل فى الدنيا يبدأ عندما يعتقد الانسان ان كل شىء ماشى صح و انه بيفكر صح و بيتصرف صح .... يا ترى حد فكر فى الموضوع ده
هناك مثل انجليزى يحتوى على فلسفة عميقة فى نقد الذات و هو
" اليوم الذى يمر بدون ان أواجه مشكلة يعنى انى لا اسير فى الطريق الصحيح "
ناس كتير من بداية الثورة فى مصر بتتكلم فى كل شىء و بتنادى بمبادىء و البلد بتعيش حالة فوران كلامى فى البيت و الشارع و الشغل و الاعلام و كله يغنى على ليلاه و ناس بتثور و ناس بتموت و ناس بتضحك و ناس بتغنى و تهتف بصوت عالى

و لكن .....؟؟؟؟؟

ماحدش بيفكر ..... و هنا انا بتكلم عن التفكير فى هدوء بعيدا عن الضجيج
ماحدش فكر انه يقعد مع نفسه يفكر فى هدوء هل انا ماشى فى الطريق الصح ولا لأ
طبعا الطريق الصح هنا نسبى حسب افكار و مبادىء كل واحد
الحقيقة المؤكدة الآن انه ماحدش راجع نفسه لأن للأسف ناس كتير من الى انا شايفهم دلوقت بيقولوا عكس الى كانوا بيقولوه من سنة و نص فاتت
و ده معناه انحراف يا اما فى الاول كانوا منحرفين عن افكارهم و مبادئهم الاصلية او بعد المدة دى بدون ما يشعروا تاهت منهم المبادىء فى الزحمة
المبادىء كل لا يتجزأ و دايمة يعنى مش حاجة وليدة اللحظة و حسب الوقت و مابتتفصلش حسب المقاس او حسب الظروف علشان كده بيقولوا دايما ان السياسة بدون مبادىء و ده مش معناه انها قذرة او سيئة لكن لأنها بتتعامل مع الواقع و الظروف المحيطة فماينفعش انها تمشى على خط مستقيم
الناس كلها كان مبدأها الحرية و بتنادى بالحرية
الحرية يعنى حرية فى كل شىء و فى كل وقت يعنى ماينفعش اقول انا بؤمن بالحرية و بعدين اهاجم الناس انها بتتصرف بحرية و ادى لنفسى مبررات انى اهاجمهم لانهم مش فاهمين او ان مشاعرهم هى الى بتحركهم و ان هما مش عارفين بيعملوا ايه
لا يجوز ان تضعنى فى قفص افكارك و تقولى انت حر طير و العب و غنى براحتك بس جوة القفص
هل فكرت تقعد مع نفسك تراجع مبادئك و تقارنها بتصرفاتك و كلامك
انت لما عملت الثورة كنت بتنادى بالحرية و كنت بتهاجم النظام بحجة انه قمع حريتك فما ينفعش ان انت تيجى النهارده و تقول ان انا الشرعية الثورية و تتهم اى حد له رأى مختلف انه ثورة مضادة و انه عايز يدمر الثورة و يضيعها بحجة انه ضد الثورة فى الحالة دى انت نفسك ضد الثورة لانك واقف ضد مبادىء الثورة
بعض من الى بيعتبروا نفسهم نشطاء فى مجال حقوق الانسان يهاجمون الان هذا الانسان و يفرضون عليه وصاية عقلية و فكرية لمجرد انه عمل الى هما المفروض انهم بيدافعوا عنه و هنا قمة العبث بالمبادىء
انهم يشيدون سجونا داخل انفسهم يسجنوا فيها مبادئهم و يقيدوها بقيود حسب افكارهم و ميولهم و ارائهم 

احدهم يقول على مؤيدى احد مرشحى الرئاسة انهم يؤيدون قتلة و انا بالمناسبة اتفق معه فى انهم يؤيدون قتلة و لكن هل فكر و لو للحظة قبل ان يتهمهم علنا و يحقرهم ان هؤلاء يدركون عن يقين ان من يؤيدونهم قتلة لنلقى عليهم اتهام كهذا .... لماذا لا يتصور انهم و عن قناعة يؤيدون من يقتل دفاعا عنهم و يحفظ لهم امنهم و يصون حرماتهم
ماتقوليش مخدوعين لانهم فى نفس الوقت بيتهموا الثوار بانهم هم الى مخدوعين و كل طرف متمسك بالحق معاه
معنى كده يا سيدى انك فشلت باقناعهم بفكرتك
فشلت فشلا زريعا فى اقناعهم بثورتك
فشلت فشلا زريعا فى اقناعهم بأن الى مات ده مات علشانهم و علشان حريتهم و كرامتهم و انسانيتهم ..... عارف ليه ؟؟؟؟
لانك عمرك ما قعدت و راجعت نفسك و اقوالك و تصرفاتك هى متأقلمة مع مبادئك و لا لأ
يا ترى حد فكر بعد سنة و نص يعمل تقييم للثورة على مقياس المبادىء و دا بالمناسبة ما ينفعش يتعمل فى حوار تليفزيونى و لا و انت بتهتف فى الميدان و لا تكتبه فى جورنال او مدونة علشان الناس تقراه و تصقفلك
دا ليك انت بينك و بين نفسك تسأل نفسك و ترد على نفسك و حسب النتيجة تبتدى تشوف انت كنت فين ووصلت لغاية فين و يا تعدل مسارك يا تفضل ماشى فيه
لو عملنا كده اكيد فى الاخر هاننجح و ثورتنا هاتنجح لأنها مبنية على مبادىء المهم ان احنا نكون مؤمنين بيها و متأقلمين ذاتيا معاها
عيش .... حرية ..... عدالة اجتماعية ..... كرامة انسانية
و لو ماكناش كده يبقى لازم نثور غلى نفسنا الاول قبل ما نثور على المجتمع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق