الطفولة السياسية
عادة ما يسميها الناس مراهقة سياسية يمكن
لانها تشبه المراهقة الرومانسية الحالمة فى افكارها الطائشة فى افعالها و ردود
افعالها
لكن بالنسبة لى هى لم ترقى الى ذلك فهى ما
ذالت فى مرحلة الطفولة البريئة التى تصدق كل ما يقوله عموا من وعود باحضار الحلوى
و الشيكولاته و هو يقنعنا ان نذهب معه حيث يريد لغرض ما فى ذهنه
هذا ما فعلوه الاخوان تماما ببعض من اطفالنا
الابرياء قبل انتخابات الرئاسة بيومين حيث اغروهم بحلوى التوافق و شيكولاتة الصف
الواحد فى وجه اعداء الثورة و اخذوهم الى اجتماع مغلق حتى فجر اليوم التالى باحد
فنادق القاهرة و الله بالسر عليم
فقد خرج الجميع علينا فرحين متلألين تمتلىء
عيونهم بالنشوى و تحمر وجوههم من كثر الانفعال و اعلنوا لنا انه بعد ليلة طويلة
مرهقة للكل قرروا انهم يقفوا خلف مرشح الاخوان و دعمه فى انتخابات الرئاسة بعد
الحصول منه على وعد باعطاء مذيد من الحلوى و الشيكولاته و احضارهم لقضاء اوقات
ممتعة مماثلة و انه اذا لم يلتزم فسيخاصمونه و لن يلعبوا معه مرة اخرى
و بعد الانتخابات و نجح عموا فرحوا و هللوا و
باتوا يحلمون بما سيحصلون عليه مستقبلا و بالتوافق و التناغم التى ستسير عليه
الامور
و لكنهم اكتشفوا كما يكتشف اطفالنا الصغار ان
عموا لم يكن سوى رجل وحش ضحك عليهم و عمللهم حاجات وحشة مش هى الى كانوا عايزينها
و بيحلموا بيها
بعض منهم اخذ فى الصراخ و العويل و ضرب الارض
بأقدامهم و توعدوا انهم سيخبرون بابا و ماما و كل الناس انه ماتنتخبش عموا المرة
الجاية
اما الباقى و هم الكبر سنا فلازوا بصمت رهيب
لانهم يدركون ان شرفهم السياسى ولع ذى عود الكبريت و بيحاولوا انهم يضغطوا على
عموا انه يحن عليهم و ينفذ و لو حاجة صغيرة من الى وعدهم بيها علشان حتى يقدروا
يفتحوا عينهم و يقولوا احنا غرضنا شريف و فى الحلال
فالى ان يكبر هؤلاء الاطفال و يكبر معهم باقى
اجيال الاطفال و المراهقين السياسيين الاخرين و ان يتعلموا ان الفائز باغلبيىة
الاصوات فى انتخابات شرعية من حقه يشكل
حكومه على هواه و الى مش عاجبه بدل مايعيط يتفق مع غيره لاسقاط هذه الحكومة او هذا
البرلمان فى اقرب فرصة و اذا لم يستطع ان يقنع الناس بأنه افضل فليس من حقه ان
ينتقص من افضلية من اختاروه الناس و فضلوه عليه