الأحد، 17 يونيو 2012

الميدان



الهواء من حولى تملأه رائحة الاحباط و الانكسار و بقايا دماء و احجار مكسورة على ارصفة الميدان
ووجوه مرسومة على جدران اكاد ان اسمعها تصرخ باسمى و تطلب من ان افك قيده و احررها من حوائطها الساكنة
انه اول يوم من ايام نكسة الثورة بعد انتخابات لم تتم لتتوج انتصارات جيل قفز فوق العديد من الحواجز
بل جائت لتؤكد ان ثورة واحدة لا تكفى
التفت حولى و انا اسمع اصوات صخب و خليط من صراخ و طلقات نارية و هتافات تاتى من عمق الميدان الشعب يريد اسقاط النظام
كان الميدان فارغا الا من قليل من الباعة و بعض المارة
عبرت الطريق الى ذلك البهو النجيلى الذى احتضن غفواتى عليه يوما احلم بغد ينطق فيه العدل لقد ثأرت لكم ممن سرقونكم و خهلونكم و امرضونكم, لقد حكمت على من خنقوا حريتكم و قتلوا احلامكم
اسلمت عينى الى واحدة من تلك الغفوات استرجع ايام و شهور مضت

ماذا جاء بك الى هنا ؟؟

 ايقظنى ذلك الصوت الذى كدت ان انساه تحت وطأة الايام... نعم انه هو.. انى اعرفه جيدا
جئت اليك كما اعدت ان افعل !! جئتك صارخا كما عودتنى !؟ انت من دعوتنا جميعا لتعطينا حريتنا

لم يعد هنا مكانك انت و رفاقك ....

لماذا و انت الذى احتضنتنا و اتسعت لنا جميعا ؟ ومن لنا ينطق عنا حين نريد ان نتحرر من قيود كبلت السنتنا ؟
هذا كان حين كنتم واحدا ... عندما كانت صرخاتكم تعلوا بصوت واحد ... كنتم انتم الصوت و كنت انا الرنين ...
نسبتم الى حين جئتم معا بايد متشابكة .... فامتلات بكم
و ماذا حدث ؟ لم الان تتنكر لنا ؟ او لم تكن انت من وعدتنا ان تكون الحضن الدافىء فى ليالى الشتاء ؟ او ليس انت انت من منحنا القوة ان نتحدى اعتى قوات الارض ؟ لم تتركنا الان فريسة سهلة فى يد اعدائنا
لقد تمزقتكم يا ولدى ... و تصارعتم فيما بينكم ... تفرقتم قبل ان تكملوا وحدتكم ... صار ندائكم ندائات .... و صار صراخكم طلبا للحرية زعيقا و نعيقا و نواحا على لياليكم كل على حدى
انتم يا ولدى من لفظتونى و تركتونى نهبا للصوص الليالى يسرقون فرحتى بكم
انتم من تسببنم فى تغيير كينونتى من رمز للحرية الى مسخ باهت شاحب يجلب الحزن و الاسى
انتم من جعلتمونى مادة للتندر يلوكها اعدائى و اعدائكم فى افواههم
....
اطرقت فى الارض حزنا و غضبا لا ادرى بماذا انطق
حملت اوجاعى و اوهامى و اعطيته ظهرى تاركا اياه عاجزا حتى عن ان اواسيه
.....
وضع يده الدافئة على كتفى فالتفت اليه بعينى الدامعة
جذبنى الى حضنه و ربت على ظهرى
لا تخف يا ولدى
لم اشعر الا و سيل من دموع ساخنة تغرقنى فتطلعت الى وجهه متسائلا
الا زلت تحبنى ؟
نعم يا ولدى فانا منكم و انتم منى
لا تفقدوا الامل يا ولدى فيوما ما ساكون بانتظاركم مكللا باكاليل النصر و ستحتفلون معى حتى الصباح
يوما ما ستنتصرون لانكم اصحاب حق و مبدأ
يوما ما ستشعلون ليلى بمشاعل الحرية و ستقيمون دولة العدل من قلبى
لا تقلق يا ولدى فقط لا تستسلم لسقطتك
فانتم من قفز فوق حواجز القهر العالية و تشبثتم بقلوع قارب الحرية المبحرة من عمق الزنازين  
ارجعوا يا ولدى و ضعوا ايديكم كلكم فى يدى و ارفعوها عاليا فى وجه من يريد سجنكم فى احزانكم و احلامكم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق