الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الى الاستاذ الكبير فهمى هويدى ...


الى الاستاذ الكبير فهمى هويدى ... 



يبدوا انه حين تغلب على المرء عواطفه لابد و ان يحيد عن الصواب و هذا هو حال استاذنا فهمى هويدى و الذى طالما امتعنا بكتاباته و التى ان كانت تميل بفعل الانتماء الفكرى الى ناحية دعم التيار الاسلامى الى حد تصنيفه من ضمن الكتاب زوى التوجهات الاسلامية و لكن هذا لا يمنع تمتعى بمقالاته و رصانة و عمق تحليله و هذا ما دفعنى للتعليق على ما كتبه هذه المرة
ان الاستاذ هويدى فى غمرة انشغاله بالدفاع عن الاخوان المسلمين تناسى او اغفل النظر عن بعض الحقائق الهامة و هى
-        انى اوافقه على ما قال فى تعليقه على تغريدة احد النشطاء ان المساواة بين الطرفين جائرة و غير جائزة لكن ما يعنينى الان هو كون احد طرفى الصراع محسوب على الثورة و من ضمن قواها الفاعلة لا يعطى له ضمانة ابدية و لا وكالة رسمية ليكون هو الممثل الشرعى الوحيد عن ثورة شاركت فيها جميع طوائف الشعب و ازعم هنا ان رفض اعطاء هذه الوكالة هو الدافع الرئيسى لمن نادوا بمقاطعة الانتخابات و ليس كما يريد ان يصور الاستاذ فهمى فى محاول منه لالقاء اللوم على المقاطعين و تحميللهم تبعات خسارة مرشح الاخوان الانتخابات والتى يحاول هنا تصويرها بانها عودة للمربع صفر بقوله و كأنك يابو زيد ماغزيت. و هنا يختذل الاستاذ فهمى الثورة فى فصيل الاخوان المسلمين و باقى القوى هى مجرد تابع فأن نجحوا نجحت الثورة و ان فشلوا فشلت
-        القوى التى اختارت ان تعبر عن رفضها لان تكون عبارة عن وزن و ثقل تصويتى لا اكثر يضاف الى جعبة الاخوان المسلمين سواء بالمقاطعة الكاملة للعملية الانتخابية او بابطال اصواتها حتى تحرم كلا المرشحين منها هى بالاصل القوى الثورية التى ارادت من البداية التمرد على الماضى بصراعه الطويل بين الطرفين و ما اسفره هذا الصراع من تدمير بنية المجتمع الثقافية والاجتماعية والدينية هنا لا اعنى المساواة بينهما بقدر ما اعنى ان كلا الطرفين لا يعبأ بهذه الكتلة و لا بمطالبها بقدر ما يعنيه فقط هو الحصول على تأييد مطلق منها
-        أنه يوجه سهام اتهاماته الى بعض الرموز السياسية و الثقافية التى قررت المقاطعة بانهم قاموا بتبسيط المسألة و انهم آثرو الانسحاب و الجلوس ببيوتهم متفرجين بل و اأتهم وجهة نظر كل من دعا للرفض الانتخابى لكلا الطرفين بقصور الخيال السياسى فى حين لم يكلف خاطره بملاحظة ما يمكن ان يكون هو السبب الرئيسى لذلك الا وهو محاولة الطرف المحسوب على الثورة خلال عام و نصف من تأكدهم بأن طريقهم لتحقيق احلامهم القديمة لم يبذلوا ادنى مجهود لمحاولة اجتذاب هذه القوى اليها بطرح رؤى مشتركة فعلية و قابلة للتحقيق على ارض الواقع و ليس مجرد وعود و كلمات على الجميع ان يصدقها و يؤمن بها لمجرد انها صادرة عنهم و لعل ممارسات الاخوان المسلمين و معهم بقية التيارات الاسلامية و المحسوبين على الثورة خلال هذه الفترة تجاه باقى القوى الثورية هى خير دليل
-        و يستمر الاستاذ الكبير فى القاء اتهاماته جزافا على القوى الوطنية الاخرى من علمانيين وليبراليين و يساريين و ربما المواطنين البسطاء فى عودة بائسة لسياسة التخوين والاقصاء التى لازال البعض اسيرا لها و هى تتلخص فى انه من ليس معنا فهو علينا فهو يرى بان النتيجة الطبيعية للمقاطعة او ابطال الاصوات هى ترجيح كفة الطرف الاخر واضعا فى اعتباره انه إما تذهب لتعطى صوتك لمرشح الاخوان او انت ضد الثورة و تعمل على انجاح الثورة المضادة و هذه السياسة الاقصائية الاستحوازية تجاه الاخرين هى بعينها استمرارية صراع الاخوان و السلطة و المستمرة منذ 60 عاما مع كثير من التقدم فى مركز الاخوان فى هذا الصراع
و اخيرا ارجوا من استاذنا الكريم ان يوجه نصائحه للجميع و ليس لتيار بعينه باننا الان نعيد تشكيل خريطة القوى السياسية فى مصر و هنا تبرز اهمية الحسابات السياسية بعيدا عن شعارات المصلحة الوطنية العليا و باقى الشعارات الثورية الاخرى و التى يريد كل طرف نسبها لفريقه فقط و هذه الحسابات قائمة فقط على المشاركة التنافسية لكل الاطراف و ما مقدار ما يحصله كل طرف من نقاط كسب و ما يخسره نتيجة اداءه على الساحة و مدى ما يمكن ان يحققه على ارض الواقع لعموم المواطنين    
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق